إنّ المساجد هي بيوت الله تعالى على الأرض، وهي أحبّ الأماكن والمواضع إليه سبحانه، فيها يذكر اسمه، وفيها يسبّح بحمده، وفيها يعبد المسلمون ربّهم فينصبون أقدامهم ويتراصون صفوفًا لا خلل فيها أو اعوجاج؛ فتحلّ عليهم السّكينة من ربّ العالمين، وتحفّهم الملائكة بأجنحتها، ويفاخر الله تعالى بهم ملائكته.
كما حثّ الإسلام على بناء المساجد ورتّب على ذلك الأجر الكبير من ربّ العالمين، ففي الحديث أنّ من بنى لله بيتًا بنى الله له بيتًا في الجنّة، كما دعا الإسلام إلى عمارة المساجد عمارة ماديّة ومعنويّة، فالعمارة الماديّة تكون بتشييدد البناء ورفعه والاهتمام به وصيانته باستمرار، والعمارة المعنويّة تكون بالحرص على مداومة الصّلاة فيه وعدم هجره، إلى جانب إعطاء المسجد دوره الحقيقي في الإسلام من حيث إنّه منارة للمسلمين في كلّ شؤون حياتهم.
الآبارِ؛ هو صدقةٌ جاريةٌ لك تُخَفِّفُ عنك عطشَ يومِ القيامة؛ لأنك تساهمُ بِذَلك في إيصالِ المياهِ العذبةِ لمستحقيها، وإعادةِ الحياةِ إلى مناطقِ الفقرِ والجفافِ، وحمايةِ أهلِها من الأمراضِ التي تهددُ الحياةَ والبيئة
ولن يتَأتَّى ذلك إلا من خلالِ إطلاقِ مشاريعِ حفرِ الآبارِ، للاستفادةِ من المياهِ الجوفيةِ في مناطقِ الجفافِ والقُرى النائيةِ الفقيرة.
وقد تمكنَّا بفضلِ اللهِ ثم بعطائكم من حفرِ العديدِ من الآبارِ في مناطقَ مختلفةٍ من العالمِ، وما زالت الحاجةُ مُلِحَّةً لإنشاءِ العديدِ من الآبارِ، في كثيرٍ من الأماكن، فساهموا معنا في دفعِ العطشِ عن إخوانِكم، واعلموا أن أفضلَ الصدقةِ سقيا الماء.
قال تعالى: «وجعلنا من الماءِ كلَّ شيءٍ حي».
وقال رسولُ الله صل الله عليه و سلم: «مَن حفر بئرَ ماءٍ؛ لم تشربْ منه كبدٌ رطبٌ من جنٍّ ولا إنسٍ و لا طائرٍ؛ إلا آجَرَهُ اللهُ يومَ القيامة».