الحديث عن أعمال البر يبدأ ولا ينتهي، وسقيُ الماء عمل يسير، لكنه في الميزان جليل، هذا العمل سببٌ من أسباب النجاة، وبابٌ من أبواب البر والفلاح.
المساهمة في حفر الآبار لإرواء العطشى من بني الإنسان، وكذا الحيوان والزروع والثمار؛ مِن أفضل الصدقات، وأجَلِّ القربات، ومَن سهَّل على الناس الحصول على الماء، فقد منحهم أهم أسباب الحياة بإذن الله عز وجل، قال تعالى: «وجعلنا من الماء كل شيء حي» [الأنبياء: 30]
وقد بشر رسول الله ﷺ مَن ساهم في حفر الآبار بالأجر الكبير يوم القيامة، فقال: «مَنْ حَفَرَ مَاءً، لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى مِنْ جِنٍّ وَلاَ إِنْسٍ وَلاَ طَائِرٍ؛ إِلاَّ آجَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
فيا أيها الراغب في البر والأجر، وبذل المعروف والخير، سابِق إلى الصدقات الجارية، عن الآباء والأمهات، والأحِبَّةِ والذوات، واعلم أن مِن أعظم الصدقات سقيَ الماء.
جاء سعد بن عبادة -رضي الله عنه- إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: "نعم" قال سعد: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "سَقْيُ الْمَاء".